الكساد الكبير … وأهم أسباب حدوثه

- برعاية -
الكساد الكبير

مبدئيا لابد من التعرف علي الفرق بين «الركود» و«الكساد». الركود هو انكماش الاقتصاد على مدى أشهر متتالية، بينما الكساد يعكس تدهورًا اقتصاديًا حرجًا قد يستمر لسنوات. وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن الكساد الكبير كان أشبه بالسقوط من القمة إلى الحضيض بالنسبة للعالم.

ترى فرصة تداول؟ افتح حساب الآن!

افتح حساب الآن وابدا استثمارك الخاص

الكساد الكبير أو الانهيار الكبير أو الكساد العظيم (بالإنجليزية: Great Depression)‏ كساد اقتصادى عالمى يحدث فى معظم بلدان العالم.

الكساد العظيم 1929 :

في عام 1929 حدثت أكبر كارثة اقتصادية في القرن العشرين، الأزمة التي جعلت العالم يغير فلسفته في التحليل الاقتصادي والاهتمام بدرجة أكبر بالتحليل الكلي. بعد أن كان التحليل الاقتصادي الجزئي يستحوذ على معظم النظريات الاقتصادية تقريبًا، لكن بعد الأزمة المعروفة باسم الكساد الكبير أو الكساد العظيم، تغير كل شيء .

بدأ الكساد الكبير في الولايات المتحدة في 4 سبتمبر 1929 بعد الانخفاض الكبير في أسعار الأسهم. أصبح أخبارًا عالمية مع انهيار سوق الأسهم في 29 أكتوبر 1929، والذي عُرف باسم الثلاثاء الأسود. بين عامي 1929 و1932، انخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 15%. بالمقارنة، انخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تقل عن 1% من عام 2008 إلى عام 2009 خلال فترة الركود العظيم. بدأت بعض الاقتصادات في الانتعاش بحلول منتصف الثلاثينيات.

وخلال الفترة من 1929 إلى 1933 وصل حجم البطالة في الاقتصاد الأميركي إلى 25% من حجم القوة العاملة، بنحو 14 مليون عامل. بينما وصل الدخل المتوسط الحقيقي في 1933 إلى ثلثي مستواه في بداية 1929، وانخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 15%، وخلال هذه الفترة انهار الجهاز المصرفي وأفلست آلاف من المشاريع.

المده التى استمر بها الكساد الكبير:

وتشير تقديرات إلى أن الكساد استمر لمدة 10 سنوات، بينما يعتقد البعض أن آثاره السيئة استمرت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1946. وعلى كل ذلك تراجعت الأجور في أميركا بنسب تراوحت بين 40 : 60%، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي إلى 55 مليار دولار من 103 مليارات، وتراجعت الأسعار بنسبة 10% سنويًا.

ترى فرصة تداول؟ افتح حساب الآن!

افتح حساب الآن وابدا استثمارك الخاص

تشير تقديرات موقع «ذا بالانس»، إلى أن بداية الكساد الكبير جاءت في 24 أكتوبر 1929، وفي ذلك اليوم انهارت البورصة الأميركية وتراجعت قيمة الأسهم بأكثر من 23%، مع موجة كبيرة نحو البيع ، وكان هذا اليوم هو البداية الفعلية للكساد الكبير.

انخفضت التجارة العالمية بنسبة 65% بحسب قيمتها بالدولار، وكما إذ نقلت الأزمة الولايات المتحدة من أكبر عقد زمني للازدهار الاقتصادي إلى عقد زمني آخر من الكآبة والفقر والبؤس. حدث نفس الأمر مع كثير من الاقتصادات الغربية، لدرجة أن البعض وصف بأن آثار هذا الكساد جاءت في المرتبة الثانية بعد الحرب العالمية.

السبب وراء الكساد الكبيرGreat Depression

البداية كانت مع انهيار البورصة، لكن يرى المؤرخون أن انهيار «وول ستريت» ليس السبب الوحيد لكن هناك مجموعة من الأحداث والسياسات كانت السبب في استمرار وزيادة هذه الأزمة.

ويقول تقرير منشور على موقع «إنفستوبيديا» أن الاحتياطي الفيدرالي –لبنك المركزي الأميركي- أساء إدارة السياسة النقدية قبل وبعد الأزمة، فقد نما إجمالي المعروض النقدي بنحو 61.8% بين عامي 1921 و1928، مع زيادة الودائع المصرفية بأكثر من النصف، وارتفاع المدخرات بنسبة 224.3%، لكن رغم هذه النسب أبقى المركزي الأميركي معدلات الفائدة منخفضة، وهو ما سبب عدة فقاعات في القطاعات الاقتصادية.

كان عاما 1928 و1929 هما حقبة القرن العشرين التي وصلت فيها فجوة الثروة إلى أقصى درجات الانحراف؛ كان نصف العاطلين عن العمل عاطلين عن العمل لأكثر من ستة أشهر، وهو أمر لم يتكرر مرة أخرى حتى الركود في أواخر القرن الحادي والعشرين. شهد عاما 2007 و2008 في نهاية المطاف وصول العالم إلى مستويات جديدة من عدم المساواة في فجوة الثروة التي كانت تنافس عامي 1928 و1929.

واجهه الاقتصاد العالمي في جائحة فيروس كورونا أسوأ ركود اقتصادي منذ الكساد الكبير. إذ حذر صندوق النقد الدولي من أن هذا الوضع قد يصبح الأسوأ منذ الكساد الكبير، وقالت الاقتصادية غيتا غوبيناث إن الأزمة قد تقلص إجمالي الناتج المحلي العالمي بقرابة 9 تريليونات دولار خلال العامين المقبلين (ابتداء من 2020).

كما وافقت الحكومات على تدابير إنفاق ضخمة، بما في ذلك حزمة تقدر بحوالي تريليوني دولار من التحفيز في الولايات المتحدة، للمساعدة في إبقاء الشركات واقفة على قدميها وحماية الوظائف. ولكن لم توافق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على رفع الحواجز التجارية استجابة للوباء.

من ناحيتها تقول كاثرين مان، كبيرة الاقتصاديين في سيتي غروب العالمية: “لن أقول إن كل شيء في السياسة الحالية صحيح، لكننا نتفهم أن التأخير يفاقم النتائج الاقتصادية”.

أيضا:

من أسباب الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية عدم استقرار الوضع الاقتصادي وسياسة كثافة الإنتاج لتغطية حاجات الأسواق العالمية خلال الحرب العالمية الأولى بسبب توقف المصانع في بعض الدول الأوروبية بعد تحولها إلى الإنتاج الحربي وعودة الكثير من الدول إلى الإنتاج بعد انتهاء الحرب والاستغناء عن البضائع الأمريكية. لهذه الأسباب تكدست البضائع في الولايات المتحدة وتراكمت الديون وأفلس الكثير من المعامل والمصانع وتم تسريح العمال وانتشرت البطالة وضعفت القوة الشرائية وتفاقمت حينها المشاكل الاجتماعية والأخلاقية.

ترى فرصة تداول؟ افتح حساب الآن!

افتح حساب الآن وابدا استثمارك الخاص

مراحل فتره الكساد:

  • المرحلة الأولى من الكساد الكبير

وتسمى المرحلة  النقدية، والتي تبين أن جذور الأزمة آتية من السياسات النقدية التي كان عيبها الأكبر هو الإسراف والتي اتبعت في العشرينيات من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي كان لها دور رئيسي في إشعال الأزمة واستمرارها. لذلك يجب أن نتناول الموضوع من خلال السياسات التي اتخذها قبل الانهيار العظيم و ظلت بعد ذلك متزامنة مع الكساد الكبير.

  • المرحلة الثانية من الكساد الكبير: الحمائية

ما هى الحمائية؟ هي تشديد الإجراءات ورفع الرسوم الجمركية في وجه الواردات بهدف حماية الصناعة المحلية من المنافسة الأجنبية.

وهذه هي المرحلة الثانية من مراحل الكساد الكبير وأطلق عليها مرحلة (تحلل الاقتصاد العالمي) حيث تم تمرير وإقرار قانون الرسوم الجمركية تعريفة سموت هولي (Smoot Hawley) في يونيو من عام 1930. علي إثره ارتفعت الرسوم الجمركية إلي حد لم يسبق له نظير، حيث أصبحت الحدود تقريباً مغلقة في وجه الواردات. وبطبيعة الحال بما أن أمريكا قامت بتشديد الحواجز في وجه الواردات  اتبعت العديد من الدول طريقتها.

  • المرحلة الثالثة من الكساد الكبير: الصفقة الكبرى

في عام 1932 فاز ثيودور  روزفلت (Roosevelt) في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وهنا بدأت مرحلة جديدة في عمر الكساد الكبير ستمد في عمره أكثر فأكثر. وعلي غير المتوقع خابت الآمال التي كانت معلقة علي روزفلت بإنهاء الكساد وقادت سياسته وإدارته إلى الطريق المعاكس.

Advertisements