سهم قوقل … ما مدي قابليته للتداول؟

كان شراء أسهم في شركة جوجل ( سهم قوقل ) أحد الخيارات الأولى لقطاع كبير من المضاربين بالبورصة على مدار السنوات الماضية، و نظراً لأن Google الشهيرة ليست فقط محرك البحث الأشهر عالمياً إنما ايضا توفر كم هائل من الخدمات عبر الإنترنت. الأمر الذي ساهم في مضاعفة القيمة السوقية للشركة وبالتبعية تزايد معدلات تداول أسهمها، حتى أن الخبراء يعتبرون جوجل واحدة من أفضل قصص نجاح الشركات في تاريخ وول ستريت.

التغيرات التى حدثت مؤخراً في سعر سهم قوقل:

على الرغم من أزمة فيروس كورونا، زادت المبيعات في عام 2020 بأكثر من 12.7٪ ووصلت إلى 182 مليار دولار. كما زادت الأرباح بنسبة 17.2٪ لتصل إلى 40.27 مليار دولار. ولا يزال هذا النمو القوي يبرر ارتفاع نسبة سعر السهم إلى ربحه السنوي (P/E) للشركة. ومن التطورات الإيجابية أيضا أن المبيعات موزعة بشكل جيد على الأقسام المختلفة للشركة. في عام 2018، لا تزال خدمات جوجل (الإعلانات بشكل رئيسي) تمثل ما يقرب من 96٪ من إجمالي المبيعات. وفي عام 2019 انخفضت هذه الحصة إلى أقل من 94٪، أما فى عام2020 ظل هذا القسم يمثل 92.4٪ من حجم المبيعات.

ويرجع هذا التطور بشكل رئيسي إلى النمو القوي لمنصة قوقل السحابية (Google Cloud). ففي عام 2020، زادت المبيعات بنسبة 46٪ لتصل إلى 13.05 مليار دولار. ومع ذلك، تستثمر “ألفابت” وتحاول إيجاد أفكار مبتكرة للاستحواذ على المزيد من حصة السوق بسرعة.

تكبد القسم الرئيسى الآخر للشركة (Other Bets) خسارة تشغيلية قدرها 4.47 مليار دولار في عام 2020، و لكن يبدو أن هذه الخسارة آخذة في الانخفاض الآن. ويبدو أيضا أن طرح بعض المنتجات الهامة يقترب أكثر فأكثر. فقد أعلنت مؤخرا، شركة “ألفابت” أن فورد (Ford) وجوجل (Google) سوف يعملان معا. ستقوم فورد بشراء الخدمات السحابية وبعض الخدمات الأخرى من جوجل، وستقوم الشركتان أيضًا بمشاركة المعارف والتجارب في مجالات مثل معالجة البيانات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

عندما نذكر جوجل، يجب أن ننظر إلى سهم شركة ألفابيت (Alphabet Inc)، والذى يحمل “GOOGL” كرمز تداول داخل البورصة . والسعر الحالي لسهم قوقل GOOGL اليوم هو $99.66 وقابل للزيادة.

مزايا استثمار أسهم جوجل من خلال عقود الفروقات (CFDs)

يتمثل أحد أبرز مقومات تميز التداول الرقمي عبر الإنترنت في إتاحة فرصة تداول الأسهم والسلع المالية من خلال عقود مقابل الفروقات (CFDs)، هذا يعني المتداول ليس في حاجة إلى شراء أسهم في شركة جوجل وامتلاكها بصورة فعلية ايضا إنما يمكنه فقط تداول قيمتها، حيث تقوم آلية هذا النمط من التداول على توقع تحركات أسعار السهم خلال نطاق زمني محدد وإتمام الصفقة سواء بالشراء أو البيع تبعاً لهذا التوقع.

توفر عقود الفروقات للمتداولين ميزة هامة يفتقر إليها المالكين الفعليين لأسهم الشركات الكبرى ومنها جوجل، ألا وهي أنها تتيح لهم الفرصة لتحقيق الربح في كلا اتجاهي السوق سواء كان في حالة صعود أو تراجع، إذ أن ربح المتداول هو “النقاط” التي تمثل الفرق بين سعري البيع والشراء.

الشراء: إذا كانت توقعاتك إيجابية قم بإتمام صفقة شراء أسهم في شركة جوجل على الفور ومن ثم جني الأرباح كلما ارتفع سعر السهم.
البيع: إذا كنت تتوقع تراجع السهم أعقد صفقة بيع على المكشوف وسوف تحقق ربحاً إذا تراجع سعر السهم بالفعل.

استثمر سهم قوقل من خلال رافعة مالية:

توحي النظرة الأولى على أسعار شراء أسهم في شركة قوقل بأنها مقتصرة على كبار المضاربين نظراً لارتفاعها، رغم صحة هذا إلا أن تلك القاعدة على تسري على من يسعون إلى التداول في سوق الأسهم عبر الإنترنت، حيث أن القواعد تختلف نظراً لأن في تلك الحالة -كما أشرنا- لا يكون المتداول مطالباً بامتلاك السهم مادياً، إنما يمكن بدء التداول عبر شركات الوساطة بإيداعات صغيرة تتراوح في المعتاد ما بين 50: 200 دولار أمريكي فقط.

تجدر الإشارة إلى أن انخفاض قيمة رأس المال المُستثمر لن تقلص من فرص المتداول في جني أرباح مرتفعة، كلمة السر في هذا الصدد هي الرافعة المالية، تلك الخاصية التي توفرها شركات التداول لعملائها التي تمكنهم من مضاعفة قيمة رأس المال دون الحاجة إلى زيادة إيداعاتهم بصورة فعلية.

مثال ذلك إذا كانت شركة الوساطة تعتمد رافعة مالية بحجم 1: 100 فهذا يعني أن المتداول من خلال إيداع قدره 100 دولار فقط قادر على فتح صفقات بقيمة 10,000 دولار أمريكي، وذلك وفقاً للمعادلة البسيطة التالية: 100 دولار (قيمة رأس المال الفعلي) × 100 (حجم الرافعة المالية) = 10,000 دولار أمريكي.

أسهم قوقل والاستراتيجيات طويلة الأجل:

ينظر الكثير من الخبراء إلى تداول أسهم شركة Google باعتباره استثماراً مثالياً لمن يتبنى استراتيجيات طويلة الأجل، نظراً لوجود العديد من العوامل الدالة على مستقبل الشركة المشرق والمزدهر، حتى الآن لا تزال النسبة الأكبر من عائدات الشركة تتحقق من خلال خدمة الإعلانات على الإنترنت لكن الأمر لن يستمر على هذا النحو، إذ أن الشركة تعمل حالياً على تطوير العديد من المشاريع التي سوف توفر لها مصادر دخل أكثر تعدداً وتنوعاً.

في إطار سعي شركة جوجل للتخلي عن الاعتماد على إعلانات الإنترنت بصورة كلية قامت فعلياً بتطوير العديد من التقنيات الأخرى، من أبرزها ما يلي:

نظام التشغيل Android للهواتف المحمولة
تقنية Chromcast لعرض الوسائط
أجهزة Chromebook

تداول أسهم قوقل عبر الإنترنت :

ذكرنا مقومات تميز وتفرد شركة جوجل والتي كانت سبباً مباشراً في مضاعفة سعر أسهمها، فقد كان سعر السهم الواحد 100 دولار أمريكي حين تم إدراجه لأول مرة في بورصة ناسداك في 2004، لكن بحلول الربع الأول من عام 2021 كان سعر السهم قد تخطى 2013 دولار أمريكي.

سعر أسهم شركة Google الحالي يجعل تداوله بالنمط التقليدي يتطلب توافر رأس مال كبير، لكن يمكن لأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة تداول قيمة السهم نفسه عبر الإنترنت من خلال إيداعات في متوسط 100 دولار أمريكي فقط.

عمليات الاستحواذ التي قامت بها شركة جوجل:

يرجع السر فيما أحرزته جوجل من تقدم على مدار العقود الماضية إلى تقدمها في سوق الإعلان على شبكة الإنترنت، لهذا قامت بالعديد من عمليات الاستحواذ التي عززت مكانتها في هذا المجال، كان أبرزها أيضا في عام 2006 حين قامت بالاستحواذ على شركة YouTube التي تمثل أكبر موقع لعرض مقاطع الفيديو على الإنترنت وبالتالي زادت حصتها وتمادت في سيطرتها على هذا القطاع.

لماذا تشتري أسهم شركة قوقل؟

توجد أسباب عديدة تجعل شراء أسهم في شركة قوقل أحد أفضل الخيارات الاستثمارية، أبرزها أن الشركة تدرك تماماً مفهوم التقدم والتطور وتعي أن محرك البحث وحده لن يكون كافياً لدعمها والحفاظ على مكانتها وريادتها، لهذا فإنها عملت فعلياً بتطوير العديد من المنتجات والخدمات بهدف زيادة قاعدة العملاء.

من أبرز الخدمات والمنتجات التي قدمتها شركة جوجل بالسنوات الماضية ما يلي:

خدمة البريد الإلكتروني Gmail
متصفح الإنترنت Chrome
خدمة خرائط جوجل Google Maps
خدمة تخزين ومشاركة الملفات Google Drive
خدمة ترجمة جوجل Google Translator

العوامل التي يمكن أن تؤثر على سعر سهم جوجل:

1/ استراتيجية جوجل(قوقل) العالمية للتسويق:

تم منذ عام 2015 دمج “جوجل” ضمن مجموعة شركات “ألفابت”. سيسمح هذا الهيكل التنظيمي الجديد لجوجل بمواصلة التركيز على أنشطتها الرئيسية، والتي ترتبط بعادات مستخدمي الويب. لذلك، يمكن أن تستهدف استثماراتها في البحث والتطوير واستراتيجيتها التسويقية العالمية، بشكل أكثر تحديدا، دون الانشغال بالعناصر الخارجية.

2/ المبيعات وإطلاق المنتجات الجديدة:

وفيما يتصل بالإمكانيات المستقبلية، فإن مجموعة جوجل قادرة أيضاً على الاستفادة من النمو الحالي للأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، والتي سيستمر الطلب القوي عليها في الزيادة خلال العام القادم. خلال عام 2018 وحده ، تم بيع أكثر من 1.7 هاتف ذكي في مختلف أنحاء العالم، وفقاً لمتخصصي القطاع ؛ وبالطبع، كان معظمها مزودا بنظام تشغيل أندرويد (Android). إذا نجح تطوير هذه المشاريع، سيرتفع سعر السهم بكل تأكيد.

3/ تطوير منصات جوجل:

جوجل تعرض نفسها لمخاطر مختلفة حيث تتم عمليات البحث من تطبيقات معينة. يزداد الآن عدد المستخدمين الذين يستخدمون تطبيقات محددة لإجراء عمليات البحث على الإنترنت. وهذا يشكل خطرا حقيقيا على محرك البحث جوجل ويمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على حركة الزيارات. تستحوذ هذه الأنواع من البرامج والتطبيقات على حصة متزايدة من السوق الذى كانت تستحوذ عليه جوجل “عملاقة” الويب الشهيرة.

4/ المخاطر الإدارية والقضايا:

وهناك تهديد آخر ينبغي أن ندركه، وهو الإجراءات الإدارية التي يمكن أن تضر بصورة العلامة التجارية لجوجل. تجاوزت جوجل قبل بضع سنوات الادعاءات بقيامها بممارسات احتكارية فى نظام التشغيل الخاص بها. ويتعلق هذا الأمر ببعض الممارسات التي نددت بها المفوضية الأوروبية، مثل حقيقة أن “جوجل” تصنف عمدا نتائج المنافسين لها فى مراتب متدنية للغاية فى نتائج البحث.

5/ المنافسين المحليين والعالميين:

و هناك تهديد آخر يجب مراعاته عند إجراء تحليل أساسى يتعلق بالمنافسة الشديدة للغاية في قطاع الأعمال هذا. لقد تمكنت جوجل من مواجهة المنافسة لمختلف اللاعبين فى السوق؛ غير أنها لا تزال ملزمة بالحفاظ على حصتها من السوق عن طريق الابتكار مع مختلف المنتجات والخدمات. ففي نهاية المطاف، تحاول العديد من الشركات الجديدة وضع نفسها في محركات البحث والشبكات الاجتماعية بطرق مبتكرة.

توقعات سعر سهم جوجل على المدى الطويل للفترة 2025 – 2030:

تبدو توقعات سعر سهم قوقل “جوجل” على المدى الطويل للفترة 2025-2030 إيجابية للغاية. وإذا كان ذلك صحيحاً، فهذا هو الوقت المناسب للشراء سهم GOOGL الآن. يرجى تذكر أن مثل هذه التوقعات طويلة المدى تقريبية للغاية ولا يمكن اعتبارها موثوقة على الإطلاق. لا يمكن وضع توقعات واقعية للأرباح بناءاً على التكهنات.